3 – لا تصاحب إلا المتفائلين
التفاؤل يعدي , وبمخالطة المتفائلين تسري أخلاق التفاؤل, وبمعاشرة المتفائلين تختفي أخلاق المترددين , وتزول مشاعر الشك والخوف والقلق والكره حيث لا مكان للتشاؤم في الحياة .
والمتفائلون يعرفون بأخلاقهم البعيدة عن الأنانية والأثرة , فهم يتصفون بالمروة وكرم السلوك و فعل الخيرات والسعي بالخدمات , لأن الغارق في خدمة الآخرين إن سألته عن نصف الكوب المملوء بالماء , قال لك : نصفه مملوء بالماء , لأنه لا يري إلا الخدمات التي يفعلها ونفع الغير والخيرات التي يقدمها , أما غيره فيقول : أري نصفه الفارغ , لأنه لا يري إلا خواءً في كيانه , ولا يسمع إلا صدي صوته , ولا يحس إلا صمتاً من داخله , فكيف بالله يري شيئا غير موجود , وكيف يشعر بشئ معدوم .
فإذا أردت أن تتخلص من التشاؤم والتردد والسلوك المظلم فاصحب من تغلب علي هذه المدمرات وتخلص منها , ودفنها أرضا وانطلق في الحياة الرحبة الواسعة الفسيحة , فاستطاع أن يري ما بناه من مستقبل مشرق وضاء وهو في واقع وحاضر سعيد . فلماذا لا تلجأ إليهم وتحافظ عليهم لا تتركهم وتتخلص مما يأخذك إلى الهاوية السحيقة المرة .